الآطام ..من معالم العمارة في الجزيرة العربية
د.مثنى عادل نجم
واحد الآطام أطم وهو الحصن المبني
بالحجارة، عرفت الجزيرة العربية أنماطا من العمائر الحربية في العصور القديمة مثل
الآطام والقلاع والحصون والأبراج والأسوار والخنادق، وقد ورد ذكر بعض الحصون في
المصادر التاريخية والجغرافية، مثل حصن غمدان والمشقر وحصن بني عبد القيس، وفي
العصر الإسلامي انتشرت القصور والحصون والقلاع في مختلف أرجاء الجزيرة العربية. جرى الاعتقاد السائد بين العرب أن العماليق هم أول من بنى
الآطام. كانت الآطام تنتشر في يثرب وتيماء واليمن وبلاد العرب بكثرة قبل الإسلام.
واختلف حول الفرق بين الحصن
والأطم فاوردت بعض الرويات أن الحصن مربع وغير مرتفع جدا أما الأطم فهو مدور ومكون
من طبقات ومرتفع جدا قد يصل إلى 30 أو 40 مترا وهذا عال جدا بمقاييس ذلك الزمان. وقيل
ان الاطم: هو كل بيت مربع مسلح ، كما ورد
في بعض اوصاف الاطم (وهو الأُطُم الأسود الذي بالعُصبة، وكان عرضه قريباً من طوله،
وكان يُرى من المكان البعيد) فترجح هذه الرواية الشكل المربع العالي.
وقد بلغ عدد الآطام في المدينة
المنورة عند هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - إليها 199 أطما وقيل 130، نسب
المؤرخون منها 127 أطما إلى الأوس والخزرج و 11 أطما للنازلين بها من العرب، و59
أطما لليهود اللاجئين إلى المدينة حيث كانت اليهود قد اتخذت الآطام
لتتحصن بها من أي عدو يأتيها ، كذلك أنشأ المسلمون آطاما جديدة
خاصة بهم، والأطم على ارجح الرويات بناء
مربع فوق مرتفع من الأرض مبني بالحجارة ويتكون من دورين أو أكثر وربما زود بمصادر
المياه كالقنوات والآبار. ولا تزال أطلال بعض الآطام باقية حتى اليوم على هيئة
أكوام من الحجارة ترتفع لعدة أمتار، مثل أطم الضحيان الذي ابتناه أحيحة بن الجلاح،
وأطم أبي دجانة الساعدي الأنصاري، وأطام فدك التي تعرف الآن باسم الحائط.
عندما هاجر رسول الله صلى
الله عليه وسلم كانت أنواع المباني بالمدينة متعددة منها الآطام والحصون حيث اشتهرت
المدينة المنورة بها. وكان أهل المدينة يفتخرون بها ويتحصنون فيها من عدوهم،
وقد وصلت عمارة الآطام والحصون في يثرب بعدد كبير لا تكاد توجد في أي مدينة أخرى فقد
ذكر المؤرخون أن عددها أكثر من مائة وثلاثين أطما، وكانت تلك الآطام تسمى بأصحابها
أو باسم القبيلة وتذكر بالأشعار.
وما زالت آثاربعض
الأطم موجودة حتى الآن قرب الخط الدائري الثاني للمدينة المنورة، ويرتبط اسم بعض
الاطام ببعض الأحداث التاريخية مثل اطم صرار،حيث ان المسلمين عندما عادوا من غزوة قرقرة
الكدر توقفوا عنده وقسموا غنائم الغزوة، ومنها أن عمر بن الخطاب شيع بعض الأنصار الذين
بعثهم إلى الكوفة إلى صرار، ومنها: رأى مرة قرب هذا الأطم ناراً فجاءها فوجد امرأة
ومعها صبية يبكون من الجوع والبرد فتألم لهم وذهب إلى بيت المال وحمل الدقيق على كتفه
وجاءهم وبقي معهم حتى أكلوا.
المصادر:
o المغانم المطابة
في معالم طابة 227-457
o آثار المدينة
المنورة ص68
o معجم معالم الحجاز
5/194
o عمدة الأخبار
في مدينة المختار 357
o تاريخ معالم المدينة
المنورة قديماً وحديثاً 242
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق